محمد عضو مميز
عدد المساهمات : 225 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 41
| موضوع: ذاكرة للضياع ـ ـ محمد بوثران الأحد مارس 03, 2013 7:11 pm | |
|
بوثران محمد قصيدة للمشاركة بعنوان: ذاكرة للضياع محمد بوثران/ الجزائر - رصيفٌ وشاعرْ و ألفُ شظيةِ ذِكرَى.. خُطى القادِمينَ تثيرُ ضَجيجًا تبعثِرُ فِي الجَوِّ سُنبُلتينِ و تمْضِي.. غدًا.. كنتُ أسِمَعُ صَوتا مَعَ الريحِ يهمسُ أنّ الشتاءَ سيرْحَلُ هذا المَسَاءَ أخِيرا و كَانَ الصَدَى صَامِتا.. خَلْفَ تِلكَ السَتائِرْ وكنتُ الوَحِيدَ الذي لا يَغنِّي، و يَدْخلُ فِي طقسِ حبٍ جَدِيدٍ لِيَنَسَى بدَايتهُ بَعْدَمَا صَارَ صَعبًا عَليهِ التوغُلُ فِيهَا.. و صَارَ خَطِيرا. هِيَ الآنَ أنتِ !.. تمشطُ شَعري تعَدِّلُ زِرَّ قمِيصِي تغيِّرُ دِيكُورَ بَيتِي، و أَغْضَبُ حِينَ تمَزِّقُ شِعْري.. تقولُ اِبتكِرْ غَيْرَ هَذِي القَصِيدَة إنّ الضَفائِرَ تُصْبِحُ أطوَلْ، و هَذا القمِيصُ يَضِيقُ لِيُصبِحَ أجْملَ حينَ أجِيئُكَ فِيهِ لحَفلةِ رَقصٍِ، و لَسْتُ أَظنكَ تَخْجَلْ.. هِيَ الآنَ وَهْمٌ !.. أنَا لا أرَاهَا بِأيِّ مَكَانِ و لا أتَعَثرُ فِي بَعضِ أغرَاضِهَا.. لا أحِسُ بوَقعِ أصَابعِهَا الدَافئاتِ كأنَّ يَدًا.. رُبمَا لمْ تعُدْ تَسْتطِيعُ التَشكّلَ حِينَ ترَانِي.. فَتبْقَى مُجَرَّدَ ذِكْرَى. و أنْتِ الآنَ أنتِ !.. بِكلِ خَطايَاكِ أَنتِ بكلِ تَطَرُّفِ فِكرِ و كلِ تعصُّبِ بِنتٍ تدَافِعُ عَن وجنتيهَا.. و ترفُضُ حبًا يَجيءُ مُصَادَفة لا يُعَمِّرُ أكثرَ مِن بَعْضِ يَومٍ، ليُصبحَ شيئًا مِنَ الأمْسِ كَانَ هُنا ثمَ غادَرْ.. غَدا.. يَنتهِي الحُلْمُ يَبْدَأ آخَرْ.. فَكَيفَ أدَافِعُ عَنِّي و كانَ مَسَائِي لِغيْرِكِ دَوْما وكُنتِ.. كمَا لمْ تكونِي هُنالِكَ يَوْما وَصِية شاعِرْ؟ إذا العُشبُ رَدّدَ كالبَبّغاءِ غِنائِي و قالَتْ جَمِيعُ النِسَاءِ: يُحَاولُ خلقَ عُيُونٍ أشدّ سَوَادا و رَسمَ حُدُودِ عِناقٍ يَدُومُ عُقودا.. فَلا تَسْألِي عَـن عِناقِي الأخِير رَجَاءا فقدْ كانَ مَحْضَ نِفاقٍ يَدُومُ ثوَانِي قلِيلَهْ و كانَ ككُل نِهَايَة حبٍّ مُجَرّدَ ذِكرَى جَمِيلَهْ.. | |
|