غزلٌ وتعفّفْ .. أبو منتصر الدرعاوي

أبو منتصر الدرعاوي
للمشاركة في المسابقة ..
حمزة سليمان

غزلٌ وتعفّفْ ..
ســمــعــتُ زقْـــزقـــةً تــسْــبـي وألْــحــانـا
فــمــاجَ قــلـبـي لــــذاكَ الــصــوتِ تـحْـنـانـا

لـــمّــا دنـــــوتُ مِــــنَ الــغــدرانِ مــرتـجـلاً
أبْــصــرتُ عــنــدَ ضــفــافِ الــغُـدْر نِـسـوانـا

قلتُ :" السلامُ على النسوانِ " بي عَطَشٌ
هـــل لـــي بـشـربـة مـــاءٍ بـــتُّ ظـمـآنـا ؟

فـاسـتـقـبـلـتْني عـــنـــودٌ ربَّ تَـحْـسـبُـنِـي
حــــيــــنَ تــمــايــلَــتِ الأرْدافُ ســـكْــرانــا

تـمـشي الـهـوينى كــأنّ الـسَّـحْرَ مـشـيَتُهَا
تـبْـطـي خـطـاهـا فـيـمـضي الــلـبُّ حـيـرانا

يـــكــادُ يـــرثِــي تـــــرابُ الأرضِ خــطْـوتَـهَـا
إذا تـــبـــادلـــتِ الـــسّــيــقــانُ أوطــــانــــا

إنْ أقــبــلــتْ لاحَ فـــــي إقــبـالِـهـا وهَـــــجٌ
أو أدبـــــــرتْ زادتِ الــــخـــلانَ أشْـــجــانــا

قـــد غـــرّدَ الـطـيـرُ زهْـــواً حــيـنَ أبْـصـرَهـا
وصــفّــقَ الــقـلـبُ لــمّــا بــــانَ مــــا بــانــا

تــدافـعـتْ فــــي مـحـيّـاها وقـــد ضـحـكـتْ
أبـــصـــارُ خـــلــقٍ تـــــودُّ الـــيــومَ قــرْبــانـا

تُـشـنّـفُ الـنّـطـقَ حـتـى يـسـتويْ عـسَـلاً
فــيــنـحـنـي الــــــودُّ إجــــــلالاً وإذعـــانـــا

لــــــو أنّـــهـــا أبــــــرزتْ يـــومــاً مـفـاتـنَـهـا
لأشــرقــتْ روحُ مَــــنْ قــــدْ لُــــفَّ أكــفـانـا

تـأصَّـلَ الـحـسنُ مِـن أعـلى الـرموش إلـى
أســافــلِ الــعـقـبِ حــتــى حــــازَ تـيـجـانـا

لــــو أنــشــدَ الــصّـبـحُ مــــا رَوّتْ عـقِـيـرَتُهُ
كـــمــا يُــــرَوِّي رَهــيــفُ الــحــسِّ نــجْـوَانـا

فـــي جـيـبـها جــدولٌ يـسـقيكَ مِــن ظـمـأٍ
لــــــو نــاولــتـكَ لـــصــرْتَ الـــيــومَ ريَّـــانــا

أنّـــــــى يـــكـــونُ عــــــزاءٌ دونَ نــظــرَتِـهـا
يــــا جـاعـلـيـنَ عــلــى الأحــــزانِ أحــزانــا

مـــــا أوْرَقَ الــغــصـنُ إلا عــنــدَ بـسْـمـتِـها
وأزهـــــرَ الـــــوردُ حـــتــى ذكْـــرُهــا كــانــا

قــالــت وعـيـنـي مـــن الـحـرمـانِ تـرمُـقُـها
: إنّـــــي وأنـــــتَ وهــــذا الــــودُّ يـغْـشـانـا

: ادْنُ إلــــــيَّ وكَـــحِّـــلْ فُـــرْجَــةً ذبـــلــتْ
بـــمِـــرْوَدٍ يــجــعــلُ الـــذبْـــلانَ نــشْــوَانــا

قــلــتُ اعــذريـنـي هــــداكِ اللهُ يـــا وجَــعـاً
أســتــغـفـرُ اللهَ إنّــــــي أُبــتــلَــى الآنــــــا

: أعـــــوذ باللهِ مِـــــن خــطْــبٍ ألــــمَّ بــنــا
إذا نُــــدافــــعـــهُ مـــــــــــا زالَ فــــتّـــانـــا

: مــــا حــــرّمَ اللهُ حــاشــا مــنــهُ مَـقْـرَبـةً
قـــــد حـــلّــلَ اللهُ بـــالإســلامِ مــــا زانــــا

حمزة سليمان .. سوريا