عتاب ـ ـ سعيد يعقوب

سعيد يعقوب

قصيدة للمشاركة بالمسابقة ( عتاب) شعر سعيد يعقوب
عتاب/ سعيد يعقوب

قالـــــتْ مُــعـاتِـبـةً بِـــصَــوْتٍ سَـــاحِرِ
مَـلـكَتْ عَـلـيَّ بــهِ جَـميعَ مَـشاعِري

إنِّــــي أتــانـي عَــنْـكَ أنَّـــكَ شَــاعِـرٌ
أمْ قــوْلــهُـمْ زُورٌ وَلـــسْــتَ بــشـاعـر

تَـسْـبي الـعُـقولَ بـكـلِّ مَـعْنىً فـاتِن ٍ
إنْ رُحْـــتَ تَـرْسُـمُـهُ بـريـشَةَ مَـاهِـر ِ

وَتَــظـلُّ بـالألـفاظِ تَـأْسِـرُ سَـمْـعَ مَــنْ
يُـصْـغِي لِـلـفْظ ٍ فِــي حَـديـثِكَ آسِـر ِ

وَبَـنَـيْـتَ لِـلأشْـواق ِ أسْـمَـى هَـيْـكلٍ
رَتَّـلـتَ فـيـه ِ وَحْــيَ فَـيْـض ِ الـخـاطِر ِ

تَـبْـنـي عَـوَالِـمَ مِــنْ خَـيَـال ٍ جَـامِـح ٍ
وَتَـشـيـدُ دُنْــيـا مِــنْ فُـتُـون ٍ سَـاحِـر ِ

تُـجْـريْ الـجَـداولَ فِـي الـفَلا فَـتُحيلُها
جَـنـاَّت ِعَــدْن ٍ فِــي عُـيُـون ِ الـنَّـاظِر ِ

وَتُـحيلُ لـيْلَ الـيَأس ِ فَـجْراً مِـنْ مُـنَىً
إِنْ رُحْـــتَ تَــشْـدو لِـلـمُنى كـالـطَّائِر ِ

وَغَـزلـتَ مِــنْ ضُــوءِ الـنُّجُوم ِ قـصائِداً
ضَــمَّـخْـتَـهـا بِــعَـبـيـر ِ رَوْض ٍ عَـــاطِــرِ

فـعَلامَ صَـمْتُكَ كـيْفَ تـغْفلُ عَـنْ سَـنَا
وَجْـهي وَتَـذْهلُ عـنْ جَـمالي الـباهِر ِ

أوَمَــــا تَــــرى قَـــدِّي يَـمـيـسُ كَــأنَّـهُ
غُـصُـنٌ تَـهَـادى فِــي الـصَّباح ِ الـبَاكِر ِ

أوَ مـا تَـرى شَـعْري وَكيْفَ جَثا الدُّجى
مُــتَـوَسِّـلاً لِــيَـنـامَ فَــــوْقَ غَــدَائِـري

أوَ مَــا رَأيْــتَ الـلـوْزَ نَــوَّر فِــي فَـمِـي
وَالــــوَرْدَ مُـبْـتَـسِـما بِــخَـدِّي الـنَّـاضِـر

أوَ مـــا تَـــرى عُــنَّـابَ ثَـغْـري ضَـاحِـكاً
لِــعُـيـون ِ مُـجْـتَـرىءٍ عَـلـيْـهِ مُــحَـاذِر ِ

أوَ مَـــا تَـــرى رُمَّـــانَ صَــدْري نَـاضِـجاً
تَــرْنُــو الـعُـيـونُ لـــهُ بِـنَـظـرَةِ فَــاجِـر ِ

والـبَـحْـرَ يَـرْكـضُ مِــنْ وَرَائِــي لاهِـثـا ً
وَالـمَـوْجَ مُـنْـسَكِباً بـخَـصْري الـضَّامِر ِ

أوَ مَــا ثَـمِـلتَ بـلَـحْن ِ صَـوْتِي نَـشْوَةً
أوَمَــا سَـكِـرْتَ بِـخَـمْرِ جَـفْـنِي الـفاتِر ِ

أوَ مَـا سَـمِعْتَ هَـسيسَ خُـلخَالِي إذا
رَنَّـحْـتُ أعْـطـافِي وَهَـمْـسَ أسَــاوري

لـــوْ كُـنْـتَ حَـقَّـاً شَـاعِـراً لــمْ تَـنْـتَظِرْ
مِـنِّـي سُـؤالَـكَ وَصْـفَـها يــا شَـاعِري

أيـــنَ الـقـصـيدُ يَـفـيـضُ مِــنـكَ كَـأنَّـهُ
مَـــوْجٌ تــلاطـمَ فـــي خِــضـمٍّ زَاخِــر ِ

أيــــنَ الــــذي قــالـوهُ عَــنـكَ أظــنُّـهُ
مَــحْــضَ ادِّعــــاءٍ زَائــــفٍ وَمــظـاهِـر ِ

لــوْ كـنْـتَ حَـقَّـا شَـاعِـراً لـلـمَحْتَ مَـا
أرْمـــي إلــيـهِ ومَـــا يَـــدورُ بـخـاطِري

ولـصُـنْتَ نـفْسي عَـنْ سُـؤالٍ يَـرْتدي
أحْــــزانَ مُـنْـكَـسِـر ٍ وَذِلــــةَ صَــاغِـر ِ

وأراكَ لــــمْ تَــسْـمَـعْ نِـــداءَ أنُـوثـتـي
وَصَـدَفْـتَ عـنْـها فِــي قَـسَـاوَةِ كَـافِـر ِ

وأظـــنُّ أنَّـــكَ فِــي الـحَـقيقةِ مُــدَّع ٍ
لِـلـشِّعْر ِ تُـحْـسِنُ صُـنْعَ شَـيءٍ آخَـر ِ

فــأجــبْـتُـهـا مَـــهْـــلاً وَلا تَــتَـعَـجْـلِـي
فِــي الـحُكْم ِهـذا حُـكْمُ قـاض ٍ جَـائِر ِ

حَـاوَلـتُ قَــوْلَ الـشِّـعْر ِ فِـيكَ فَـعَقَّنِي
وَأصَــمَّ سَـمْـعا ً عَـنْ صَـريح ِ أوَامِـري

حـتَّـى إذا ألـحَـفْتُ فِــي طـلـبيْ لــهُ
فــأتَــى عَــلـى كُـــرْهٍ بـهـيْـئَةِ نــافِـر ِ

وسَـألـتُـهُ مـــاذا أصَـابَـكَ قــالَ لِــي :
فـــي حـرقـة وآســوء حـظـي الـعـاثر

مَـــاذا أقُـــولُ وهـــلْ هـنـاكَ قَـصـيدةٌ
تـقـوى عـلـى وصْــفِ الـجـمالِ الـنادرِ

إنِّـي بَـحَثتُ فـلمْ أجِـدْ عِـندي سِـوى
لــفـظٍ خَـجُـولٍ تـحْـتَ مَـعْـنىً قـاصِـر ِ

ما الشِّعْرُ ليْسَ الشِّعْرُ غيْرَ جَمال ِ مَنْ
تــهْــواهُ فــهْــوَ يُــعَـدُّ أكــبَـرَ شَــاعِـر ِ

وَشَــكــا إلــــيَّ هَــوَانَــهُ وَضَـيـاعَـهُ
وَمَـضـى يَـجُرُّ خُـطى كَـسير ٍ خَـاسِر ِ

فَـتَـبَـسَّمَتْ مِــمَّـا أجَــبْـتُ جَـمـيـلتِي
وَتَـقـبَّـلتْ حُــسْـنَ الـجَـوابِ الـحَـاضِر ِ

قــالـتْ نَــجَـوْتَ ولـــوْ أجــبـتَ بـغـيْـرهِ
مـــا كــنْـتَ مَــعْـذوراً ولــسْـتُ بِـعـاذرِ

.
سعيد يعقوب