محمد عضو مميز
عدد المساهمات : 225 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 41
| موضوع: قصيدة : لا تعـذليه البديعة...لأبي الحسن علي بن زريق البغدادي ثم الأندلسي الإثنين يناير 28, 2013 4:24 pm | |
| ابن زريق البغدادي ? - 420 هـ / ? - 1029 م أبو الحسن علي (أبو عبد الله) بن زريق الكاتب البغدادي. انتقل إلى الأندلس وقيل إنه توفي فيها. وله قصيدة عينية أسماها قمر في بغداد يقول فيها:
لا تَعْـذليه فـإن العـذْلَ يـولعُه * * * قـد قلتِ حقاً ولكن ليـس يسمعُه جـاوزتِ فـي لـومه حداً يضرُّ به * * * من حيـث قـدَّرتِ أنَّ اللوم ينفعُه فاستعملي الـرِّفقَ فـي تأنيبه بدلاً * * * مـن عنفِه فهـو مُضْنى القلب موجَعُه قـد كان مضطلعاً بالبيـن يحمله * * * فضلّعـتْ بخطـوب البين أضلُعُه يكفيه مـن روعة التفنيـد أن له * * * مـن النـوى كلَّ يوم مـا يروِّعه
ما آبَ مـن سفـرٍ إلا وأزعجَه * * * رأيٌ إلـى سفَـرٍ بالعـزْم يجمعُـه كـأنما هـو مـن حـلٍّ ومُرتَحلٍ * * * مـوكَّـلٌ بفضـاء الأرض يـذْرَعُه إذا الـزِّماع أَراه فـي الرحيل غِنىً * * * ولـو إلـى السِّنْد أضحى وهو يزمعُه تأبـى المطامِـع إلا أن تجشِّمَه * * * للـرزق كـدَّاً وكم ممـن يودِّعُه
ومـا مجـاهـدةُ الإنسان واصلةٌ * * * رزقـاَ ولا دَعةُ الإنسـان تقطَعُه واللهُ قسَّـم بيـن الخلـق رزقَهم * * * لـم يخلُــقِ اللهُ مخلـوقـاً يضيِّعُه لكنهـم ملئـوا حرصاً فلست ترى * * * مستـرزقـاً وسـوى الفاقات تقنِعُه والحرصُ في الرزق والأرزاق قد قسِمتْ * * * بغـيٌ ألا إن بغـيَ المرء يصرَعُه والدهـر يعطي الفتى ما ليس يطلبُه * * * يومـاً ويُطعمُه من حيـث يَمنعُـه
أستودعُ اللهَ في بغـدادَ لي قمـراً * * * بالكـرْخ مـن فلَك الأزرار مطْلعُه ودَّعتُـه وبـودِّي أن يـودِّعنـي * * * صفـوُ الحيـاة وأَنِّـي لا أودِّعُه وكـم تشفَّـع بـي أنْ لا أفارقَه * * * وللضـرورات حـالٌ لا تشفِّعُـه وكـم تشبَّـثَ بي يوم الرحيل ضُحىً * * * وأدمُعـي مستهـلَّاتٌ وأدمُعُـه لا أُكـذبُ اللهَ ثـوبُ العذر منخرقٌ * * * عـني بفـرقتـه لكـن أرقِّعُـه
إني أوسِّـعُ عـذري في جنايته * * * بالبـين عـني وقلبـي لا يوسِّعُه أعطيـتُ ملْكـاً فلم أُحْسنْ سياسته * * * وكل مَـن لا يسوس الملكَ يخلَعُه ومـن غـدا لابساً ثوبَ النعيم بلا * * * شكـرٍ عليــه فعنـه الله ينْزِعُه اعتضْـت من وجه خلِّي بعد فُرقته * * * كأسـاً تجـرَّع منهـا مـا أُجَرَّعُه كم قائل لـي ذقتَ البين قلتُ له * * * الـذنبُ والله ذنبـي لستُ أرقعُه
إنـي لأقطـعُ أيامي وأنفذُهـا * * * بحسْـرةٍ منـه فـي قلبـي تقطِّعُه بمـن إذا هجـعَ النُّـوام بِتُّ له * * * بلوعة منه ليلـي لسـتُ أهجعُه لا يطمئـنُّ بجنبي مضجـعٌ وكذا * * * لا يطمئـنُّ له مُـذْ بنتُ مضجعه ما كنت أحسب ريب الدهـر يفجعُني * * * بـه ولا أنَّ بـي الأيـام تفجَعُـه حتى جـرى البيـن فيما بيننا بيدٍ * * * عسـراءَ تمنعُـني حظِّـي وتمنعُـه
بالله يا منـزل القصْر الذي درستْ * * * آثارُه وعفـتْ مـذ بنـتُ أربعُـه هل الـزمـان معيدٌ فيك لذَّتَنا * * * أم الليالـي التـي أمضـتْ ترجِّعُه فـي ذمَّة الله من أصبحت منزله * * * وجـاد غيـث على مغنـاك يمرعُه من عنده ليَ عهدٌ لا يضيِّعه * * * كمـا لـه عهـدُ صـدْقٍ لا أضيِّعُه ومـن يصـدِّع قلبي ذكْرُه وإذا * * * جرى علـى قلبه ذكْـري يصدِّعُه
لأصـبرنَّ لدهـر لا يُمتِّعُـني * * * بـه كمـا أنـه بـي لا يُمتِّعُه علْماً بأن اصطباري معقِبٌ فرَجاً * * * فأضْيـقُ الأمر إن فكَّـرتَ أوسَعُه عسى الليالي التي أضنتْ بفُرْقتنـا * * * جِسمي تجمِّعُنـي يـومـاُ وتجْمَعُه وإنْ ينـلْ أحـدٌ منـا منيَّتَه * * * فمـا ا لذي فـي قضـاء الله يصنَعُه
| |
|